top of page

Fixedness أنواع الـ

Updated: Dec 16, 2019

هل يكفي أن تخبرني أن أخرج خارج الصندوق لأكن قادر على القيام بذلك؟.. إذاً مالذي يوقفني؟

البحث عن الفكرة الجديدة أو المبتكرة أصبح يرافق حياتنا بجوانبها العديدة من أحداثها البسيطة إلى العمل والمشاريع. ويتجه الجميع تقريبا إلى تعريف ذلك بالتفكير خارج الصندوق. نشأ هذا التعريف في السبعينات – ذكرت قصته في حلقة ضمن البودكاست بعنوان: الصندوق. لن أتحدث هنا عن مفهوم الابتكار أو هذا التعريف بحد ذاته، وإنما سيكون حديثي حول: هل يكفي أن تخبرني بأن أخرج خارج الصندوق لأكون قادر على القيام بذلك؟ هل يكفيني معرفة أن الذي أحتاجه هو الخروج خارج الصندوق؟ وإن أردت ذلك فمالذي يمنعني؟


من البديهي أن الشيء الذي يمنعك من الخروج هو ثباتك وصلابتك داخله وهذا رأي الباحثين أيضاً. لذلك لنتعمق أكثر في هذه الصلابة التي تمنعنا ونعرف تعريفها، وأشكالها:


يْعرف الثبات أو الصلابة بـ Fixedness وهي من الأشياء التي تصعب علينا فكرة الخروج والتفكير خارج الصندوق وبالتالي تمنعنا من الابتكار ولها نوعين: Structural Fixedness و Functional Fixedness. يحدث أو ينشأ هذا الثبات أو الـ Fixedness عند قيامنا للشيء بشكل متكرر دون كسر هذه الدائرة بمعنى حين نقوم كل مره بعمل الشيء بذات الطريقة دون تحدي أنفسنا أو تجربة الجديد وانحصارنا داخل حدود معينة رغم عدم وجود تعليمات بذاك. فمثلاً نحن نجرب هذه الطريقة للحيوانات للدعابة، حين نرسم خطوط بالقلم حول نملة أو حشرة ولا تتخطاها رغم مقدرتها، أو حين نضع حدود كهذه لكلب ولا يحاول تخطيها رغم ضعفها.


في الحقيقة الـ Fixedness مفيد في مواقف معينة ونستخدمه في حياتنا اليومية مثلاً: تخيل معي أنك تقود سيارتك وفجأة تظهر أمامك شاحنة كبيرة مسرعة جداً حوالي مئة كيلو متر في الساعة ومتجهة نحوك تماما، فماذا تفعل؟ بديهياً وبدون تفكير أنت تلف المقود على الجهة الأخرى من الطريق، ثم تقوم بالضغط على المكابح لتوقف السيارة ولكن تلاحظ أنها لا تتوقف، ثم تحاول مره أخرى وتضغط على المكابح ولكن دون جدوى فهي لا تعمل، تستمر بالضغط مره أخرى ومره أخرى ولكنها لا تعمل. في القسم الأول من هذا المثال حين قمت بلف المقود فهو بسبب الـ Fixedness حين نقوم بعمل الأشياء بطريقة بديهية وبلا تفكير وهو مفيد في هذه الحالة. ولكن في الجزء الثاني من المثال حين ضغطت أكثر من مره على المكابح هو أيضا Fixedness ولكن في هذه الحالة هو غير مفيد ولا بد من كسره. إذاً فالـ Fixedness موجود في حياتنا ولا يمكن منعه وهو مفيد في مواقف معينه وقد ينقذنا مثل مثال السيارة، ولكن في مواقف أخرى يجب علينا كسره لأنه قد يضرنا أو قد يوقفنا ويمنعنا من التطور أو الابتكار.


Structural Fixedness


أول نوع للـ Fixedness ما يسمى بـ Structural Fixedness وهو حين نرى الشيء بشكله وهيكله الكامل ويصعب علينا تخيله بشكل أو بطريقة مختلفة مثل رؤيتنا لشكل التلفاز، القلم، الكمبيوتر، والكرسي. وليس فقط الأشياء المادية بل حتى الخدمات برؤيتنا لطريقتها وخطواتها كهيكله واحده يصعب تخيل اختلافها. واستمرارنا بصناعتها بذات الهيكل رغم عدم معرفتنا أحياناً بسبب هذه الهيكلة أو تمسكنا بها، والأمر ذاته ينطبق على الخدمات أيضاً.


Functional Fixedness


ثاني نوع ما يسمى بـ Functional Fixedness وسنتعرف عليه من خلال هذه التجربة التي تم إطلاق هذا المسمى عليه بعدها وهي: في النصف الأول من القرن العشرين قام Karl Duncker والمتخصص في علم النفس المعرفي بعمل هذه التجربة على مجموعتين من الطلاب وضعهم في كوخ خشبي بالكامل (السقف، الأرضية، والحائط) حيث كان الكوخ فارغ تماماً من أي شيء، وأعطاهم شمعة، دبابيس، وأعواد ثقاب وطلب منهم أن يجدوا طريقة يشعلوا بها الشمعة وتبقى كذلك لمدة عشرين دقيقة بعد خروجهم من الكوخ دون أن يحترق مستخدمين هذه الأدوات. 20% فقط من المجموعة الأولى تمكنوا من ذلك بينما تمكن 80% من المجموعة الثانية من إيجاد الطريقة الصحيحة. السبب في ذلك هو اختلاف طريقة تقديم الأدوات بين المجموعتين أو بالأصح أعواد الثقاب. فقد تم تقديم أعواد الثقاب للمجموعة الأولى في علبتها المغلقة بينما تم تقديم أعواد الثقاب للمجموعة الثانية كعلبة مفتوحة وأعواد الثقاب خارج العلبة. وكان الحل هو أخذ الشمعة ووضعها داخل علبة أعواد الثقاب وتثبيت العلبة على الخشب باستخدام الدبابيس. والسبب في نسبة تفاوت الحل هو الـ Functional Fixedness بمعنى إن كان هناك شيء له مهمة معينة وهو يقوم بها (كحمل العلبة للأعواد داخلها) فمن الصعب تخيله يقوم بمهمة أخرى أو إضافية. وهو تعريف النوع الثاني للثبات أو الصلابة.


وفي الختام: لا يكفي أن تعرف أن عليك الخروج والتفكير خارج الصندوق وخارج حدود تفكيرك المعتادة، وإنما ينبغي عليك أن تفهم أسباب توقفك وصلابتك، تفهم كيف يمكنك النظر للأمر من جانب آخر، وتدرك أن التعرض المتكرر للشيء لا يعني بالضرورة استحالة إعادة تشكيلة أو تغييره. فهمك لعقلك وطريقتة بالتفكير ورؤية الأمور قد يختصر عليك الطريق.

76 views0 comments

Recent Posts

See All
bottom of page