خارطة طريق
لقاء مع الدكتور خليل اليحى مؤلف كتاب أول مئة يوم في حياة طالب طب وفي حياة كل طالب جامعي وأستاذ علم الاعصاب ورئيس قسم التشريح في كلية الطب بجامعة الملك سعود

بات السؤال الأصعب الذي يواجه الطلاب هو: أي تخصص اختار؟. وما يعمق صعوبة السؤال كونه بين جبهتين تُحكٍم بكثرة تساؤلاتها الخناق على فكر الطالب. الأولى هي العصر الجديد الذي يضج بالخيارات والاحتمالات لتسأل نفسك هل اهتماماتي ترتقي لمعايير هذا العصر. والثانية هي جهل الإنسان برغباته وعدم فهمه الكامل بهويته والتي يكون لها الكثير من الجوانب (قمنا بتغطيتها في حلقة بعنوان: يضيع البشر داخل أنفسهم).
هذه التساؤلات العديدة التي قد تؤرق البعض أجاب عنها الدكتور خليل اليحيا -أستاذ علم الاعصاب ورئيس قسم التشريح في كلية الطب بجامعة الملك سعود ومؤلف ومستشار مهني وأكاديمي- في كتابه أول مئة يوم في حياة طالب طب وفي حياة كل طالب جامعي.
هنا تفاصيل اللقاء
بالنسبة للعنوان، لماذا أول مئة يوم؟ هل لأنها محورية في حياة الطالب الجامعي أم هي دلالة على أن الكتاب عبارة عن خارطة طريق؟
الأيام المئة الأولى هي بالتأكيد محورية وهي أيضاً خارطة طريق للطالب للاستعداد للحياة الجامعية والاستمتاع بها مع تحقيق النجاحات الأكاديمية والإنجازات المهنية.
أعطنا نبذة توضيحية مختصرة عن الكتاب.
الكتاب عبارة عن نقاط وفصول تشكل خارطة طريق لطلاب الجامعة المستجدين سواء طلاب الطب أو طلاب التخصصات الأخرى، حيث يتحدث الكتاب أن أهم النقاط التي على الطالب التفكير فيها وإدراكها والعمل عليها خلال المئة يوم الأولى، حيث باتت هذه الأيام المئة الأولى معياراً ومؤشراً للأداء والإنجاز. ويستعرض الكتاب مجموعة من الارشادات التي تنصح الطلاب بالعمل عليها والاهتمام بها مثل بناء الهوية الشخصية وتغيير الذهنية والتخطيط الاستراتيجي وترتيب الأولويات وبناء شبكة الأصدقاء وتنمية ثقافة القراءة وغيرها من الارشادات التي تساعد الطالب على الاستمتاع بالمرحلة الجامعية بكل نجاحاتها وتحدياتها وإخفاقاتها ولحظاتها.
ما هي أكثر الأخطاء شيوعاً التي يقع فيها الطالب أثناء مسيرته الجامعية؟
من أشهر الأخطاء (من الأفضل أن نسميها اجتهادات) هي اختيار التخصص غير المناسب الذي قد لا يساعد الطالب على الحصول على حياة مهنية مناسبة، مع إهمال بناء معدل تراكمي جيد في البدايات مما قد يؤثر على خيارات الطالب الوظيفية، بالإضافة إلى تجنب المشاركة في النشاطات والفعاليات الطلابية التي تعتبر مصدر رئيسي لبناء الخبرات وتكوين العلاقات والاستمتاع بالأجواء الطلابية اثناء الدراسة الجامعية.
ما هي أهم المهارات التي على الطالب اكتسابها استعداداً للحياة خارج المحيط الجامعي؟
الكتاب يستعرض مجموعة كبيرة من المهارات والقدرات التي على الطالب اكتسابها والعمل على تنميتها وتعلمها أثناء المرحلة الجامعية، وهذه المهارات والقدرات يبدأ تعلمها وتنميتها من أول مئة يوم من حياة الطالب في الجامعة وتستمر عملية التعلم والتنمية مع مرور الوقت. ولعل من أهم المهارات الواجب تعلمها وتنميتها مهارة القراءة ومهارة القيادة وبناء شبكة من الأصدقاء، مع أهمية ممارسة الانضباط الأكاديمي وإدارة الوقت وتعزيز الثقة بالنفس.
ما هي أهم التجارب التي على الطالب اقتناصها أو استغلالها خلال رحلته الجامعية؟
العمل الميداني من خلال الأنشطة الطلابية والأعمال التطوعية فهو الوسيلة الأنجح في تطبيق العلوم النظرية على ارض الميدان، مع توفر فرص ثمينة للاحتكاك مع أصحاب الخبرة والتجربة، هذا بالإضافة إلى توسيع شبكة العلاقات المهنية مع شخصيات مؤثرة وفي مراكز حيوية.
كيف يحدد الطالب هويته خلال رحلته الجامعية ويرسم طريقه خارجها؟
الهوية هي مجموعة الخصائص التي يمتلكها الفرد والتي تجعله متميزاً عن غيره من الناس. كما أن الهوية يمكن أن تكون مجموعة الخصائص التي تملكها المجتمعات وتعطيها خصوصية عن غيرها من المجتمعات الأخرى. وحتى يحدد الطالب هويته، عليها أن يعرف خصائصه جيداً ونقاط التميز التي يملكها ثم يعمل على تنميتها وتطويرها من خلال التجربة والممارسة والاحتكاك، حتى تصل للمستوى المطلوب التي تساعد الطالب على الانتقال المثالي من الحياة الجامعية للحياة المهنية ثم التأقلم مع الحياة المهنية دون معوقات أو تحديات كبيرة قد تؤدي للإحباط وعدم الاندماج.
ما أسباب فقدان الهوية، وكيف يجد الطالب هويته الحقيقية؟
أحياناً المجتمع قد يلعب دوراً مؤثراً في فقدان الهوية عن الأفراد من خلال الأسرة التي تشكل هوية الفرد التي ينتمي إليها، كذلك التعليم والإعلام والسلوكيات الجماعية للمجتمعات وهيمنة سلوكيات خارجية كلها تلعب دوراً مؤثراً في فقدان الهوية. والخطورة في فقدان الهوية هو ضعف الانتماء عند الافراد للثقافة التي ينتمون إليها مما يساهم في نمو ثقافات وسلوكيات غريبة تنمو في المجتمعات بشكل كبير تؤثر على الأجيال اللاحقة.
كيف يختار الطالب تخصصه؟
اختيار التخصص الأكاديمي للطالب الجامعي عملية مصيرية، وهي العملية التي ستحدد مستقبل الطالب المهني، وهي أيضاً العملية التي من خلالها سيقضي الطالب عدة سنوات مرتبطاً بهذا التخصص ودراسته والتعمق فيه. والتخصص الأكاديمي يعني مجال الدراسة الذي يختاره الطالب في الجامعة، والذي يتضمّن مواداً أكاديمية عامة تشترك فيها معظم التخصصات، ومواداً تخصصية في مجال التخصص نفسه كتخصصات الطب أو الهندسة أو علوم الحاسب أو الأدب أو تخصص اللغويات. واختيار التخصص الدراسي يعتمد على أربع عوامل رئيسية على الطالب الجامعي مراعاتها عند اختيار التخصص الجامعي: أولاً الرغبة الشخصية، وثانياً المستقبل المهني وسوق العمل، وثالثاً الإمكانيات الفردية والقدرات الشخصية، وأخيراً البحث وجمع المعلومات حول التخصص المطلوب. الأهم هو أ، يختار الطالب التخصص الذي يريده، وألا يكون أداة ً لتحقيق أحلام الآخرين أو تنفيذ قناعاتهم وفرض إراداتهم.
متى سيتم إصدار الكتاب وكيف يمكن الحصول عليه؟
الكتاب صدر وهو متاح من خلال موقع دار تكوين للنشر، وخلال الأيام القادمة سيكون متاحاً في بعض المكتبات.
كلمة تود إضافتها للطلاب.
لقد افردت فصلاً كاملاً في الكتاب عن أهمية استمتاع الطالب بالحياة الجامعية، ولعلي أختصر ذلك بهذه الكلمات "لن تجدوا مرحلة من حياتكم هي أجمل من المرحلة الجامعية، ولن تجدوا صداقات هي أفضل من صداقاتكم في الجامعة، ولن تشتاقوا لسنوات عمركم إلّا تلك السنوات التي قضيتموها وأنتم على مقاعد الجامعة، فعيشوا حياتكم الجامعية بكل تفاصيلها".